على نفسي ألا تقوم بحجتها بين يدي الله إلا أن يلقنها الله حجتها، فكيف بكثير مما ضيعناه، وفاضت عيناه.
ولما قرب موته، قال: أجلسوني! فأجلسوه، فقال: أنا الذي أمرتني فقصرت. ونهيتني فعصيت ثلاث مرات.
حكى عن هارون الرشيد أنه انتقى أكفانه بيده عند موته، وكان ينظر إليها ويقول: ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه.
قال المأمون عندما حضرته المنية: يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه.
لما حضرت ابن المنكدر الوفاة بكى، فقيل له: ما يبكيك؟
فقال: والله ما أبكي لذنب أعلم أني أتيته، ولكني أخاف أني أتيت شيئًا حسبته هينًا وهو عند الله عظيم.
لما حضرت عامر بن عبد القيس الوفاة بكى، فقيل: ما يبكيك؟
قال: ما أبكي جزعًا من الموت ولا حرصًا على الدنيا، ولكني أبكي على ما يفوتني من ظمأ الهواجر وعلى قيام الليل في الشتاء.
قيل للجنيد: قل لا إله إلا الله.
قال: ما نسيته فاذكره.
قال الجريري واصفًا وفاة الإمام الجنيد: كنت واقفًا على رأس "الجنيد" في وقت وفاته وهو يقرأ القرآن فقلت له: ارفق بنفسك.
فقال لي: يا أبا محمد، أرأيت أحدًا أحوج إليه مني في هذا الوقت، وها أنا ذا تطوى