الخاتمة ويوم القيامة

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة" [البخاري].

وكان أئمة السلف يخافون من مكر الله تعالى بهم، ويسألونه حسن الخاتمة، ويستعيذونه من سوء الخاتمة.

قال الحافظ ابن رجب: وكان يشتد خوف السلف من سوء الخواتيم، ومنهم من كان يقلق من ذكر السوابق.

وقال سفيان الثوري لبعض الصالحين: هل أبكاك قط علم الله فيك؟

فقال الرجل: تركني لا أفرح أبدًا.

وكان سفيان يشتد قلقه من السوابق والخواتيم، فكان يبكي ويقول: أخاف أن أسلب الإيمان.

وكان مالك بن دينار يظل طول ليله قابضًا على لحيته ويقول: يا رب، قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار ففي أي الدارين دار مالك.

وقال ابن القيم: أما خوف أوليائه من مكره فحق، فإنهم يخافون أن يخذلهم بذنوبهم وخطاياهم فيصيروا إلى الشقاء، فخوفهم من ذنوبهم ورجاؤهم لرحمته. وقوله تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ} [الأعراف: 99] إنما هو في حق الفجار والكفار، ومعنى الآية: فلا يعص ويأمن مقابلة الله له على مكر السيئات بمكره أن يؤخر عنهم عذاب الأفعال، فيحصل منهم نوع الاغترار، فيأنسوا بالذنوب فيجيئهم العذاب على غرة (?).

فهذه رسالة مختصرة في حسن وسوء الخاتمة، ليعمل كل منا لآخرته، ونسأل الله أن يحسن خاتمتنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015