وحدثت ضائقة، وعانى الناس من قلة المال، وانخفضت أسعار البساتين فأعطته زوجته مصاغها، وقالت: اشتر لنا بثمنه بستانًا نصيف فيه، فأخذ المصاغ وباعه وتصدق بثمنه، فسألته زوجته: هل اشتريت لنا بستانا؟
قال: نعم، بستانًا في الجنة، إني وجدت الناس في شدة فتصدقت بثمنه.
فقالت: جزاك الله خيرًا (?).
يقول أحد تلامذة الشيخ أحمد ياسين (د. عبد الله محمد): كنت أزوره في بيته يومًا مع بعض الزملاء، وقد كان مجلسه ممتلئًا بالضيوف كالعادة، يطرقون بابه باستمرار لزيارته أو استشارته في أمورهم الخاصة والعامة أو الفصل بينهم فيما اختلفوا فيه من مسائل، واستمرت الجلسة إلى ساعة متأخرة من الليل، وقد بدا على الشيخ التعب والإرهاق، فهو يستقبل الناس من بعد صلاة الفجر إلى ما بعد منتصف الليل أحيانا، وإذا بالباب يطرق بشدة ويدخل بعض الأشخاص يستنجدون بالشيخ أن يساعدهم لأن قريبًا لهم في حاجة إلى عملية جراحية عاجلة، وليس لهم إلا الشيخ ليتوسط لدى الطبيب المختص الموجود في مدينة خان يونس، ويستأذن الشيخ من الحضور ويذهب معهم ليطمئنهم ويواسيهم، وكان بإمكانه أن يرسل معهم ورقة توصية للطبيب أو أن يدعو لهم ويتركهم يذهبون وحدهم، وهو المريض الذي يحمله أصحابه للركوب في السيارة أو النزول منها.
...