عندما نزل الوحي على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعاد إلى السيدة خديجة وقال لها: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا، والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة ابن نوفل.
هل تحرص على صلة الرحم، ومساعدة الضعيف، والإحسان إلى الفقراء؟
كان أبو بكر - رضي الله عنه - يحلب للحي أغنامهم، فلما استخلف -أي أصبح خليفة للمسلمين - قالت جارية منهم: الآن لا يحلبها، فقال أبو بكر: بلى وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله، وكانت عادة العرب أن يحلب الرجال الأغنام وغيرها، ويرون عيبًا أن يحلب النساء.
قالت عائشة -رضي الله عنها-: خرج أبو بكر مهاجرًا نحو أرض الحبشة حتى برك الغماد فلقيه ابن الدغنة -وهو سيد القارة- فقال: أين تريد يا أبا بكر؟
فقال أبو بكر: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي.
قال ابن الدغنة: فإن مثلك يا أبا بكر لا يخُرج، ولا يخُرج، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
في يوم تلقى الأستاذ البنا برقية من أحد الإخوان يخبره فيها بأنه رزق بمولودة بعد عقم دام سنين، وأنه يرغب من الأستاذ في اختيار اسم لها، وقرأ الأستاذ البرقية على أعضاء مكتب الإرشاد فقال بعض الحاضرين: احنا فاضيين للكلام ده.
فما كان من الإمام إلا أن قال: هذا من صميم دعوتنا. ثم تناول ورقة وقلمًا وحرر برقية نصها: الأخ فلان بارك الله لك في مريم وأنبتها نباتًا حسنًا وأمر بإبلاغها على الفور (?).