نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزماننا عيب سوانا

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ... ولو نطق الزمان بنا هجانا

يقول الحسن البصري: أدركت أقواما كان أحدهم أشح على عمره منه على درهمه، وقال حكيم: من أمضى يوما من عمره في غير حق قضاه أو فرض أداه أو مجد أثله (ورثه) أو حمد حصله أو خير أسسه أو علم اقتبسه فقد عق يومه وظلم نفسه.

فن الراحة

من تنظيم الوقت أن يكون فيه جزء للراحة والترويح، فإن النفس تسأم بطول الجد، والقلوب تمل كما تمل الأبدان، فلابد من قدر من اللهو والترفيه المباح كما قال علي: روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلب إذا أكره عمي.

ينبغي للإنسان المؤمن أن ينظم وقته بين الواجبات والأعماق المختلفة، دينية كانت أو دنيوية، حتى لا يطغى بعضها على بعض، ولا يطغى غير المهم على الأهم، ولا غير الموقوت على الموقوت، فما كان مطلوبا بصفة عاجلة يجب أن يبادر به ويؤخر ما ليس له صفة العجلة، وما كان له وقت محدد يجب أن يعمل في وقته.

وأحوج الناس إلى تقسيم الوقت وتنظيمه هم المشغولون من الناس من أصحاب المسئوليات، لتزاحم الأعباء عليهم، حتى إنهم ليشعرون أن الواجبات أكثر من الأوقات.

ولا يحسن بالإنسان أن يرهق نفسه بالعمل إرهاقا يضعف من قوته، ويحول دون استمرار مسيرته، ويحيف عن حق نفسه، وحق أهله، وحق مجتمعه، ولو كان هذا الإرهاق في عبادة الله تعالى صياما وقياما وتنسكا وزهدا.

حوار مع لحظة

جلست يوما بين يدي الله تعالى نادما على أوقات قد سلفت من عمري واستدعيت لحظة من لحظات حياتي ..

فقلت لها: أريدك أن ترجعي إلي حتى أستغلك بالخير.

قالت: إن الزمان لا يقف محايدا أبدا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015