الزمان أنصح المؤدبين، وأفصح المؤذنين، فانتبهوا بإيقاظه، واعتبروا بألفاظه.
3 - أنفس ما يملك الإنسان:
يذكر القرآن موقفين للإنسان يندم فيهما على ضياع وقته، حيث لا ينفع الندم.
الموقف الأول: ساعة الاحتضار {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} [المنافقون: 10] وكان الرد على هذه الأمنية الفارغة قاطعا: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} [المنافقون: 11].
الموقف الثاني: في الآخرة حيث توفى كل نفس ما عملت {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا} [فاطر: 36] وانقطعت حجتهم بهذا السؤال التقريعي: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} [فاطر: 37].
إذا كان عمر الإنسان ستين عاما فانظر كيف نقضي بعضها:
النشاط الوقت الكلي في 60 عام
ربطة الأحذية ... 8 أيام
انتظار إشارات المرور ... شهر
الوقت الذي تقضيه عند الحلاق ... شهر
ركوب المصاعد في المدن الكبرى ... 3 شهور
تنظيف الأسنان بالفرشاة ... 3 شهور
انتظار الحافلات في المدن ... 5 شهور
الوقت الذي تقضيه في الحمام ... 6 شهور
قراءة الكتب ... سنتان
وقت الأكل ... 4 سنوات
اكتساب الرزق ... 9 سنوات
النوم ... 20 سنة
سواء اتفقنا على هذا الجدول أم لم نتفق إلا أننا ندرك جيدا أن الوقت يمر سريعا (?).