النهي عن المنكر عبادة
عن الأصمعي قال: دخل عطاء بن أبي رباح على عبد الملك بن مروان وهو جالس على سريره، وحواليه الأشراف من كل بطن، وذلك بمكة في وقت حجه في خلافته، فلما بصر به قام إليه، وأجلسه معه على السرير، وقعد بين يديه، وقال له: يا أبا محمد ما حاجتك؟
فقال: يا أمير المؤمنين اتق الله في حرم الله وحرم رسوله، فتعاهده بالعمارة، واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار فإنك بهم جلست هذا المجلس، واتق الله في أهل الثغور فإنهم حصن المسلمين، وتفقد أمور المسلمين فإنك وحدك المسئول عنهم، واتق الله فيمن على بابك، فلا تغفل عنهم ولا تغلق بابك دونهم.
فقال له: أجل أفعل، ثم نهض وقام. فقبض عليه عبد الملك فقال: يا أبا محمد، إنما سألتنا حاجة لغيرك. وقد قضيناها، فما حاجتك أنت؟
فقال: ما لي إلى مخلوق حاجة، ثم خرج فقال عبد الملك: هذا وأبيك الشرف (?).
حوار حول اللحية
كان الإمام الشهيد البنا راكبًا الترام ذات مرة عائدًا إلى بيته، فحرص أحد الشباب الذين يهزأون بالسنيين والملتحين من الدعاة والوعاظ، أن يكون جلوسه إلى جانب الإمام الشهيد.
وبدأ الشاب في استئذانه بسؤال محرج، ورجا الأستاذ أن يجيبه معتذرًا عن هذا السؤال!
فأجاب الإمام الشهيد مرحبًا كل الترحيب بما يسأل الشاب، ووعده ألا يكون لسؤاله من أثر في نفسه غير الرضا والارتياح.
فبدأ الشاب سؤاله بقوده: لماذا أطلقت لحيتك يا أستاذ؟
فأجاب الاستاذ: اسمح لي أن أقول لك بأن سؤالك ليس في موضعه، وما كان لك أن تسأل هذا السؤال، وإنما الذي من حقه هذا السؤال هو أنا: لماذا حلقت لحيتك أنت يا أخي؟
وهكذا تحول الأستاذ من موقع المدافع إلى موقف المهاجم!