عن وهب بن الورد قال: بلغنا أن عمر بن عبد العزيز اتخذ دارًا لطعام المساكين والفقراء وابن السبيل. وتقدم إلى أهله وقال: إياكم أن تصيبوا من هذه الدار شيئًا من طعامها، فإنما هي للفقراء والمساكين وابن السبيل.
فجاء يومًا فإذا مولاة له معها صحفة فيها غرفة من لبن فقال لها: ما هذا؟
قالت: زوجتك فلانة حامل كما قد علمت، واشتهت غرفة من لبن، والمرأة إذا كانت حاملاً فاشتهت شيئًا فلم تؤت به تخوفت على ما في بطنها أن يسقط، فأخذت هذه الغرفة من هذه الدار.
فأخذ عمر بيدها فتوجه بها إلى زوجته وهو عالي الصوت وهو يقول: إن لم يمسك ما في بطنها إلا طعام المساكين والفقراء فلا أمسكه الله. فدخل على زوجته فقالت له: مالك؟
- قال: تزعم هذه أنه لا يمسك ما في بطنك إلا طعام المساكين والفقراء، فإن لم يمسكه إلا ذلك فلا أمسكه الله.
قالت زوجته: رديه ويحك، والله لا أذوقه. قال: فردته.
هل تحرص على المال الحلال في رزقك؟
التقوى عبادة
كان عمر بن عبد العزيز يقول: ليس تقوى الله بصيام النهار، وقيام الليل، والتخليط فيما بين ذلك. ولكن تقوى الله: ترك ما حرم الله، وأداء ما افترض الله، فمن رزق بعد ذلك خيرًا، فهو خير إلى خير.
وقال القرشي: وحدثني محمد بن يزيد الآدمي قال: قال عمر بن عبد العزيز: معادن التقوى قلوب المؤمنين، وخير معادنها أتقاها لله عز وجل، وأتقاها لله أحسنها عقلاً.
جاء أن أبا مسلم الخولاني دخل على معاوية، فرآه يتصدر مجلسًا من مجالسه العامرة.
وقد حف به رجال دولته، وقادة جيشه، ووجوه قومه، ورأى الناس يبالغون في إعظامه