وشكر الله على نعمة المعرفة ونعمة تسخير القوي والطاقات الكونية .. شكره بالعبادة، وشكره بتوجيه هذه المعرفة وهذا التسخير لخير البشرية.
فأما التلقي عنهم في التصور الإيماني، وفي تفسير الوجود، وغاية الوجود الإنساني، وفي منهج الحياة وأنظمتها وشرائعها، وفي منهج الأخلاق والسلوك أيضًا .. أما التلقي في شيء من هذا كله فهو الذي تغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأيسر شيء منه. وهو الذي حذر الله الأمة المسلمة عاقبته. وهي الكفر الصراح (?).
رئيس الأساقفة التنزاني "جون موايبوبو" الذي أقنع خمسة آلاف شخص بالدخول في الإسلام من الذين كانوا يترددون على الكنيسة، وسمي نفسه أبو بكر، وحدث أن قام بعض المتطرفين النصارى بإحراق منزله، وراح ضحية لهذا الحريق طفلاه التوءم. كما تعرض منزله لحريق آخر تم خلاله إحراق جميع الأشرطة التي سجل عليها مراحل حياته من الرهبانية إلى الإسلام، وتعرض للموت أكثر من ثلاث مرات، ومع ذلك يردد قائلا: "أنا أشعر براحة واطمئنان، لأنني أشعر -الآن- أن الله معي". (?)
الدبلوماسي الألماني السفير د. مراد هوفمان سفير ألمانيا في الجزائر بدأت فطرة الحق التي فطر الله عز وجل الناس عليها تستيقظ داخل نفسه، وتاقت إلى الإيمان الصحيح بالله عز وجل، ولاسيما أنه يذكر حادثين مؤثرين، أحدهما: عندما كان يعمل في قنصلية بلاده في الجزائر عام 1961 .. فبينما كانت شوارع العاصمة الجزائرية تموج بطلقات الرصاص لتخمد المقاومة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي، فاجأت آلام المخاض زوجته، فخرج مهرولاً ليبحث عن سيارة تقل زوجته إلى المستشفي، واليأس يعصر نفسه، كيف سيجد سيارة إسعاف وسط هذا الجو الملبد بدخان البنادق وطلقاتها، وأجساد القتلى والجرحى.
غير أنه يذكر أن هاتفًا كان يصرخ داخله: ثق بالله .. ثق بالله، ولم يصدق نفسه وهو يري أمامه سيارة إسعاف، وكأنما أرسلتها العناية الإلهية لإنقاذ زوجته التي كتبت لها حياة