الربيع إلى أبي موسى وقال: إن المهاجر قد أزمع أن يشري نفسه وهو صائم، والمسلمون قد اجتمع عليهم من وطأة الحرب، وشدة الصوم ما أوهن عزائمهم، وهم يأبون الإفطار، فافعل ما ترى، فوقف أبو موسى الأشعري، ونادى في الجيش: يا معشر المسلمين، عزمت على كل صائم أن يفطر، أو يكف عن القتال، وشرب من إبريق كان معه ليشرب الناس بشربه، فلما سمع المهاجر مقالته جرع جرعة من الماء وقال: والله ما شربتها من عطش ولكنني أبررت عزمة أميري (أمضيت قسم أميري) ثم امتشق حسامه وطفق يشق به الصفوف، فلما أوغل في جيش الأعداء أطبقوا عليه من كل جانب، وتعاورته (تداولته) سيوفهم حتى خر صريعا، ثم إنهم اجتزوا رأسه ونصبوه على شرفة مطلة على ساحة القتال، فنظر إليه الربيع وقال: طوبى لك، وحسن مآب! والله لأنتقمن لك ولقتلى المسلمين إن شاء الله، فلما رأى أبو موسى ما نزل بالربيع من الجزع على أخيه، وأدرك ما ثار من الحفيظة في صدره على أعداء الله، تخلى له عن قيادة الجيش، ومضى إلى السوس يفتحها (?).

إذن ننشيء له مدرسة

في مغاغة مدرسة خاصة تملكها جمعية قبطية، وكان ناظر المدرسة من الإخوان، وقد خدم في هذه المدرسة ثمانية عشر عاما، ولكن الإدارة بيتت أمرا خبيثا، فقد فاجأته بالاستغناء عنه قبل انتهاء الإجازة الصيفية بقليل، وقد استوفت كل المدارس حاجتها من المدرسين والنظار، فوصل الخبر للإمام الشهيد، فقال لإخوان مغاغة وهو يبتسم بثقة وطمأنينة: لا بأس إذن ننشيء له مدرسة يكون هو ناظرها وصاحبها. فتعجب الناس؟ إذ لم يبق على بدء الدراسة إلا أقل من شهر ولا يوجد رأس مال، فوضع الإمام الشهيد خطة، وأصدر الأوامر، ووزع الأعمال، وتحقق الأمل، وأنشئت المدرسة بفضل الله وعونه (?).

تسخير الإمكانات

شهد اليرموك ألف من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بينهم نحو من مائة شهدوا بدرا، وكان معاذ بن جبل يصحبه ابنه عبد الرحمن، وقبل أن يحتدم القتال كان معاذ بن جبل يطوف بين صفوف المسلمين يحرضهم على القتال، ويذكرهم بأيام الله، ويمنيهم بالجنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015