وكان داود الطائي يستف الفتيت، ويقول: بين سف الفتيت وأكل الخبز قراءة خمسين آية.
ويخرج من نفس المشكاة قول الإمام الجليل ابن عقيل: "وأنا أقصر بغاية جهدي أوقات كلي، حتى أختار سف الكعك وتحسيه بالماء على الخبز، لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ، توفر على مطالعة، أو تسطير فائدة لم أدركها.
بل إن أحدهم ليحزن ويصيبه المرض إذا فاته شيء من العلم، فقد ذكروا لشعبة حديثا لم يسمعه، فجعل يقول: واحزناه! وكان يقول: إني لأذكر الحديث فيفوتني، فأمرض.
عن عبد الرحمن بن تيمية قال عن أبيه: كان الجد إذا دخل الخلاء يقول لي: اقرأ في هذا الكتاب، وارفع صوتك حتى أسمع (?).
هل تلزم نفسك بالقراءة اليومية في العلوم الشرعية وفي مجال تخصصك؟
كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يأتي إلى مجزرة الزبير بن العوام -وكانت الوحيدة بالمدينة- ومعه الدرة، فإذا رأى رجلا اشترى لحما يومين متتابعين ضربه بالدرة، وقال له: ألا طويت بطنك لجارك وابن عمك؟!
ورأى عمر سائلا يسأل، وعلى ظهره جراب مملوء طعاما، فأخذ الطعام ونثره لإبل الصدقة، ثم قال له: الآن سل ما بدا لك.
واهتم الخليفة عمر بصحة الرعية، فكان يحذرهم من مغبة السمنة ومخاطرها، ويدعوهم إلى تخفيف أوزانهم لما فيه من القوة على العمل، والقدرة على أداء الواجبات، فكان يقول: أيها الناس، إياكم والبطنة عن الطعام، فإنها مكسلة عن الصلاة، مفسدة للجسم، مورثة للسقم، وإن الله عز وجل يبغض الحبر السمين، ولكن عليكم بالقصد في قوتكم فإنه أدنى من الصلاح وأبعد من السرف، وأقوى على عبادة الله، ولن يهلك عبد