يهدمها الرسول إلا في العام الحادي والعشرين من البعثة أي قبل وفاته بعامين، فلقد حرص الرسول أن يهدم الأصنام الموجودة داخل النفس البشرية قبل تحطيم الأصنام التي كانت في جوف الكعبة وعلى سطحها، بل إنه - صلى الله عليه وسلم - طاف وأصحابه حول الكعبة في عمرة القضاء والأصنام لا تزال موجودة داخل وحول الكعبة (?).
صلاة الجمعة فرضت في العهد المكي ولكن الرسول لم يجمع بالمسلمين في مكة وذلك مخافة بطش المشركين بهم، وفي الوقت نفسه جمع أسعد بن زرارة بالمسلمين في المدينة قبل قدومه.
يقول الإمام القرطبي: قال ابن سيرين: جمع أهل المدينة من قبل أن يقدم النبي المدينة، وقبل أن تنزل الجمعة وهم الذين سموها الجمعة .. فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ ركعتين وذكرهم فسموه يوم الجمعة حين اجتمعوا فذبح لهم أسعد شاة فتعشوا وتغدوا منها لقلتهم، فهذه أول جمعة في الإسلام (?).
في صلح الحديبية أرسل المشركون سهيل بن عمرو ممثلاً عنهم ليكتب بينهم وبين المسلمين كتابًا بالصلح، فلما جلس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: هات اكتب بيننا وبينكم كتابًا، فدعا النبي الكاتب وكان الكاتب عليًا - رضي الله عنه - فيما رواه مسلم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اكتب: باسمك اللهم"، ثم قال: "هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله"، فقال سهيل: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب: محمد ابن عبد الله، فقال رسول الله: "والله إني لرسول الله وإن كذبتموني. اكتب: محمد بن عبد الله"، وفي رواية لمسلم فأمر عليًا أن يمحوها، فقال علي: لا والله لا أمحوها، فقال رسول الله: "أرني مكانها" فمحاها، فقال له النبي: "على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف فيه"، فقال سهيل: والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ولكن ذلك من العام القادم.
وليس مع المسلمين إلا السيوف في قرابها فقال سهيل: وعلى ألا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا، ومن جاء منكم لم نرده عليكم، فقال المسلمون: سبحان الله! كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلمًا؟ والتفتوا إلى رسول الله يسألونه: