يقول الله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 272].

ويقول سيد قطب: إن أمر القلوب وهداها وضلالها ليس من شأن أحد من خلق الله، ولو كان هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنه من أمر الله وحده.

فهذه القلوب من صنعه، ولا يحكمها غيره، ولا يصرفها سواه، ولا سلطان لأحد عليها إلا الله، وما على الرسول إلا البلاغ.

فأما الهدي فهو بيد الله، يعطيه من يشاء ممن يعلم سبحانه أنه يستحق الهدى، ويسعى إليه، وإخراج هذا الأمر من اختصاص البشر يقرر الحقيقة التي لابد أن تستقر في حس المسلم ليتوجه في طلب الهدى إلى الله وحده، وليتلقى دلائل الهدى من الله وحده، ثم هي تفسح في احتمال صاحب الدعوة لعناد الضالين، فلا يضيق صدره بهم وهو يدعوهم، وبعطف عليهم، ويرتقب إذن الله لقلوبهم في الهدى وتوفيقهم إليه بمعرفته حين يريد (?).

ويقول الراشد: يا من اعتزل بزهده مع جهله، تقدم واسمع ما أقول، يا زهاد الأرض تقدموا، خربوا صوامعكم، واقربوا مني، قد قعدتم في خلوتكم من غير أصل، ما وقعتم بشيء، تقدموا، خرب صومعتك أيها الهارب الذي ترزح تحت نير الأفكار الأرضية وآراء طواغيت القرن العشرين، وخذ مكانك في صفوف دعاة دعوة الإسلام (?).

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015