إذا تحدثت مع أي إنسان فلا تجادل ولكن عليك بالدليل الواضح.
في بداية هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة، سار نحو الجنوب عكس اتجاه المدينة، ثم عاود السير تجاهها ليجعل الكفار يعتقدون أنه توجه إلى اليمن وليس إلى المدينة، كذلك كلف النبي عامر بن فهيرة أن يتعرف على ما يقال بمكة، ثم يأتيه بالخبر في الليل، ويحلب لهما الأغنام، ثم يصبح ويسرح مع الناس، وكان عبد الله بن أبي بكر يبيت معهما في الغار، ثم يذهب إلى مكة في الفجر، فيصبح مع قريش كأنه بات في مكة، ويسمع ما يقال عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه، ثم يعود إليهما بالأخبار في الليل.
كن فطنًا في التعامل مع الأعداء ولا تترك دليلاً على أفعالك.
في غزوة بدر، أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - فرقة استطلاع مكونة من علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص -رضي الله عنهم- إلى بدر ليستطلعوا أخبار العدو، فوجدوا اثنين من قريش يملآن قِرَب الماء ويحملانها على ظهور الإبل ليسقوا جيش المشركين، فأسروهما وأخذوهما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما رأى الأسيرين سألهما: "كم القوم؟ " فقال أحدهما: كثير، قال: "ما عدتهم؟ " قال: لا ندري. فسألهما الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن عدد الإبل التي يذبحونها كل يوم، فأخبراه أنهم ينحرون في يوم تسعة إبل، وفي يوم عشرة إبل، فقدر الرسول أن كل ناقة يأكلها مائة من الرجال، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -:"القوم فيما بين التسعمائة والألف" وكانت معرفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدد جيش قريش أول خطوة من خطوات النصر في بدر.
قبل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - أصاب مكة سيل شديد، فتهدمت بعض أجزاء من الكعبة الشريفة، واجتمعت قريش وقرروا بناءها من جديد، وتسابقت القبائل لتنال شرف الاشتراك في إعادة بناء الكعبة، فلما تم البناء، وأرادوا إعادة الحجر الأسود إلى مكانه، تشاجر زعماء القبائل لنيل هذا الشرف، حتى كادت الحرب تقع بينهم، فرأى الحكماء