المسلم يتميز بسرعة البديهة، والعقل الراجح، والعلم الواسع، والقدرة على الاجتهاد، وحسن النظر، والحكمة والذكاء، والعلم والفطنة.
وهذه بعض مواقف الأذكياء ليتعلم منها المسلم الفطنة وحسن التصرف مع الأمور.
في بداية الدعوة إلى الإسلام، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو إلى الله سرًّا، حذرًا من قريش التي كانت متعصبة للشرك، وكانت تضطهد كل من يؤمن بالدعوة الجديدة.
لذلك اختار الرسول - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم بن أبي الأرقم ليجتمع بها مع أصحابه الكرام، فلم يكن أحد من قريش يعلم أن الأرقم كان قد أسلم، ولن يخطر على بال قريش أن يتم اللقاء في داره، وكان الأرقم من بني مخزوم الذين كانوا يحملون لواء التنافس على سيادة قريش ضد بني هاشم، وكان بعيدًا عن ذهن قريش أن يجتمع محمد وأصحابه في قلب ديار بني مخزوم. كما أن الأرقم كان في هذا الوقت صغير السن، لا يتجاوز عمره السادسة عشرة، وكان من المستبعد أن يجتمع المسلمون في منزل هذا الفتى الصغير.
كان النمرود بن كنعان حاكما لبلاد كنعان التي كان يعيش فيها نبي الله إبراهيم. فدعاه إبراهيم إلى الإيمان بالله بالحكمة والموعظة الحسنة، لكن النمرود لم يستمع إلى دعوة الخير، وادعى أنه إله ودار بين إبراهيم والنمرود حوار طويل، لجأ فيه إبراهيم إلى الدليل العقلي، فقال له: {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} [البقرة: 258] فقال النمرود: أنا أحي وأميت، فأنا أستطيع أن آتي برجلين قد حُكم عليهما بالقتل، فأقتل أحدهما وأعفو عن الأخر فأحييه، هنا فكر إبراهيم في حجة قوية لا يستطيع النمرود إنكارها مهما عاند واستكبر، فقال: {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ} [البقرة: 258] فلم يستطع النمرود أن يرد على هذا الدليل القاطع الحاسم.