فرحب به القوم، وأكرموا وفادته، وقبلوا شفاعته، وقالوا: مرحبا بمؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم زوجوه ابنتهم، فلما خرجا من عندهم أقبل عليه أخوه يلومه ويعنفه، ويقول: يا بلال، هلا ذكرت لهم مواقفنا في الإسلام، فقد أبلينا مع رسول الله بلاء حسنًا، فقال له بلال: اسكت يا هذا، فقد أنكحك الصدق.

أموت ولا أكذب

حين استعرت نيران الثورة ضد الإنجليز في الهند كان المسلمون هناك يتصدرون الصفوف الأولى للثورة، ويقضون مضاجع المستعمرين الإنجليز بشجاعتهم النادرة وإقبالهم على الاستشهاد دفاعًا عن دينهم وبلادهم.

وفي يوم من أيام عام 1857م، ألقت السلطات الإنجليزية القبض على العالم المؤمن الشيخ رضا الله البدواني بتهمة الاشتراك في الثورة ضد الإنجليز.

وجيء بالعالم الشيخ ليحاكم أمام ضابط إنجليزي كبير، وكان هذا الضابط يكبر في الشيخ جرأته وشجاعته، فأراد أن يلتمس للشيخ مبررًا قانونيًا يطلق به سراحه فأوعز لبعض أصدقاء الشيخ أن ينصحوه بأن ينكر التهمة أمام المحاكم.

وجيء بالشيخ أمام المحكمة العسكرية فقال له الضابط الإنجليزي:

علمت أيها الشيخ أنك لم تكن مشتركًا في الثورة ضدنا، فإن كان هذا الذي سمعته حقًا، أطلقت سبيلك في الحال .. ؟

وابتسم الشيخ المؤمن وهو يجيب الضابط الإنجليزي: لا والله أيها الحاكم لا أجحد شرف المشاركة في حربكم، ووالله لو أطلقت سراحي الآن لعدت إليك بعد ساعات بنفس التهمة التي تحاكمني بها الآن.

ولم يجد الحاكم الإنجليزي بدًا من الحكم بإعدام الشيخ المؤمن رضا الله البدواني.

وسيق العالم الثائر إلى خشبة الإعدام ومشى الحاكم الإنجليزي إلى جانبه، والشيخ المؤمن لا ينفك يذكر الله ويثني عليه، حتى إذا اقترب موكب الموت من خشبة الإعدام قال الحاكم الإنجليزي للعالم المؤمن:

أيها الشيخ ما زال أمامك متسع من الوقت لتنقذ نفسك من الشنق، قل لي الآن أنك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015