الآن على غفلة، فتعالوا آنسوها حتى أدعو أمي، فهي بعيدة الدار فقالت عجوز منهن: ويحك أتدري ما تقول؟! أزوجك سعيد بن المسيب ابنته، وحملها لك إلى البيت بنفسه؟! وهو الذي ضن بها على الوليد بن عبد الملك، فقلت: نعم، وها هي ذي عندي في بيتي، فهلموا إليها، وانظروها، فتوجه الجيران إلى البيت، وهم لا يكادون يصدقونني، ورحبوا بها، وآنسوا وحشتها، كما وجه إلينا سعيد بن المسيب مبلغًا وفيرًا من المال لنستعين به على حياتنا (?).
وهكذا تعاونوا فيما بينهم لتيسير أمور الزواج فعلى أولياء الأمور التيسير على الشباب في أمور الزواج فالسعادة ليست في كثرة المهور والتفاخر بها، وإنما في طاعة الله عز وجل.
ذو القرنين
كان يأجوج ومأجوج أناسًا لهم أشكال مخيفة، يفسدون في الأرض لا يصلحون، وكان في زمانهم ملك يسمى ذو القرنين، آتاه الله ملكا عظيمًا ومنحه القوة والسلطان، وفي يوم من الأيام، وصل ذو القرنين بجيشه إلى المكان الذي يعيش فيه هؤلاء القوم، وكان يسكن في المكان نفسه قوم ضعاف، فلما رأوا ذا القرنين، استنجدوا به حتى يحميهم من يأجوج ومأجوج، واقترحوا عليه أن يصنع لهم سدًا يمنع عنهم شرهم، فوافق ذو القرنين على بناء السد، وطلب منهم أن يعاونوه ويساعدوه، حتى يتمكن من إنجاز هذا العمل الضخم، وتعاون القوم في صنع السد، وكان سدًا قويًا متينًا من سبيكة الحديد والنحاس، وعاش القوم بها في أمان وسلام.
أمر الله تعالى نبيه إبراهيم -عليه السلام- أن يبني الكعبة، ليحج إليها الناس ويزوروها من كل مكان وفي كل زمان، فاخبر إبراهيم -عليه السلام- ولده إسماعيل -عليه السلام- بذلك، فوافق على الفور، وتعاون مع أبيه في هذا العمل العظيم، فذهب