وأبي جهم، فقال: "أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو جهم فلا يضح عصاه عن عاتقه".

فإذا وقعت الغيبة على وجه النصيحة لله ورسوله وعباده المسلمين، فهي قربة إلى الله من جملة الحسنات، وإذا وقعت على وجه ذم أخيك وتمزيق عرضه والتفكه بلحمه، والغض منه لتضع من منزلته في قلوب الناس فهي الداء العضال ونار الحسنات التي تأكلها كما تأكل النار الحطب (?).

نصيحة في السجن

يقول الشيخ عبد البديع صقر: لقيني الأستاذ الهضيبي في السجن الحربي ذات مرة أمام دورة المياه، فقال لي: في كم تختم القرآن؟ قلت: كل 15 يوما، قال: وما يمنعك أن تختم كل ثلاثة أيام؟ اقرأ جزءين بعد كل صلاة وأنت على وضوء، هذه فرصة لن تتكرر (?).

نصيحة مؤثرة

يقول أحد الشباب: خرجت ذات يوم بسيارتي لقضاء بعض الأعمال، وفي أحد الطرق الفرعية الهادئة قابلني شاب يركب سيارة صغيرة، لم يرني، لأنه كان مشغولا بملاحقة بعض الفتيات في ذلك الطريق الخالي من المارة.

كنت مسرعا فتجاوزته، فلما سرت غير بعيد قلت في نفسي: أأعود فأنصح ذلك الشاب؟ أم أمضي في طريقي وأدعه يفعل ما يشاء؟ وبعد صراع داخلي دام عدة ثوان فقط اخترت الأمر الأول. عدت ثانية، فإذا به قد أوقف سيارته وهو ينظر إليهن ينتظر منهن نظرة أو التفاتة، فدخلن في أحد البيوت.

أوقفت سيارتي بجوار سيارته، نزلت من سيارتي واتجهت إليه، سلمت عليه أولا، ثم نصحته فكان مما قلته له: تخيل أن هؤلاء الفتيات أخواتك أو بناتك أو قريباتك فهل ترضى لأحد من الناس أو يؤذيهن؟ كنت أتحدث إليه وأنا أشعر بشيء من الخوف، فقد كان شابا ضخما ممتليء الجسم، كان يستمع إلي وهو مطرق الرأس، لا ينبس ببنت شفة.

وفجاة التفت إلي، فإذا دمعة قد سالت على خده، فاستبشرت خيرا، وكان ذلك دافعا لي لمواصلة النصيحة، لقد زال الخوف مني تماما، وشددت عليه في الحديث حتى رأيت أني قد أبلغت في النصيحة. ثم ودعته، لكنه استوقفني، وطلب مني أن أكتب له رقم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015