الاعتدال

دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى الاعتدال في أمور الدين والدنيا، كما حث على عدم الغلو، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة" [رواه البخاري]. الدلجة: السير أول الليل.

فسددوا: أي توسطوا في العمل، وقاربوا: أي دون إفراط ولا تفريط، فالإفراط هو مجاوزة الحد والغلو فيه، والتفريط هو التقصير في الشيء وتضييعه.

ومن دعاء الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر" [رواه مسلم].

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ ".

قلت: بلى يا رسول الله، قال - صلى الله عليه وسلم -:"فلا تفعل وصم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا" [رواه البخاري].

الاعتدال في العبادة

فالإسلام لا يدعو إلى الرهبنة والانقطاع للعبادة، وإنما يدعو إلى الوسطية بين طلب الدنيا وطلب الآخرة، فهو القائل: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77].

وهو القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)} [الجمعة: 9 - 10].

وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من الغلو في الدين وهو المغالاة والتعسير على النفس والتشديد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015