فأجابه الشيخ: بلى، إني أرد تحيته بمثلها أو بأحسن منها.

فيقول كرومر بخبث: فلماذا لم تقم لي أيها الشيخ؟

فيأتيه جواب الشيخ شواظا من نار، يجسد كل ما يمثله الأزهر وشيخه وعلماؤه من رمز رافض للاستعمار البريطاني وأعوانه: أيها اللورد، إن الخديوي مسلم منا، لذلك أرد عليه تحيته، أما أنت فلست منا، إنك عدونا، فكيف أقوم لك؟ (?).

شجاعة غلام:

بينما الحجاج جالس وعنده وجوه أهل العراق، أتى بصبي، فلما أدخل عليه لم يعبأ بالحجاج ولم يكترث به وإنما صار ينظر إلى البناء وما فيه من العجائب، ويلتفت يمينا وشمالا، ثم اندفع يقول: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)} [الشعراء: 128 - 129].

وكان الحجاج متكئا فاستوى في مقعده، وقال: يا غلام، إني أرى لك عقلا وذهنا، حفظت القرآن؟

قال الغلام: أو خفتُ عليه من الضياع حتى أحفظه وقد حفظه الله تعالى؟

قال: أجمعت القرآن؟

قال الغلام: أو كان مفرقا حتى أجمعه؟

قال: أفأحكمت القرآن؟

قال: أليس الله أنزله محكما؟

قال الحجاج: أفأستظهرت القرآن؟

قال: معاذ الله أن أجعل القرآن وراء ظهري.

فقال الحجاج وقد ثار غضبا: ويلك! قاتلك الله، ماذا أقول؟

قال الغلام: الويل لك ولقومك، قل: أوعيت القرآن في صدرك؟

فقال الحجاج: فاقرأ شيئا.

فاستفتح الغلام: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم إذا جاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015