فذكر المقامات الثلاثة: العدل وأباحه، والفضل وندب إليه، والظلم وحرمه.
فإن قيل: فكيف مدحهم على الانتصار والعفو وهما متناقضان؟
قيل: لم يمدحهم على الاستيفاء والانتقام، وإنما مدحهم على الانتصار وهو القدرة والقوة على استيفاء حقهم، فلما قدروا ندبهم إلى العفو، قال بعض المسلمين في هذه الآية: كانوا يكرهونه أن يستذلوا، فإن قدروا عفوا، فمدحهم على عفو بعد قدرة، لا على عفو ذل وعجز ومهانة، وهذا هو الكمال الذي مدح سبحانه به نفسه في قوله: ({وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 99] (?)
... .