الصبر

من سنن الكون

الانتظار والمصابرة خصال تتسق مع سنن الكون، فالزرع لا ينبت ساعة البذر، بل لابد من المكث شهورًا، والجنين يظل في بطن الحامل شهورًا حتى يستوي خلقه، وقد أعلمنا الله أنه خلق العالم في ستة أيام، وما كان ليعجز أن يقيمه في طرفة عين أو أقل. {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} [النحل: 127].

الصبر إذا كان في مصيبة سمي صبرًا وضده الجزع، وإذا كان في الحرب سمي شجاعة ومضاده الجبن، وإذا كان في كظم الغيظ سمي حلمًا ومضاده التذمر. وقد جمع الله أقسام الصبر في قوله تعالى: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ (أي المصيبة) وَالضَّرَّاءِ (أي الفقر) وَحِينَ الْبَأْسِ (أي المحاربة) أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177].

الإيمان نصفان

يقول ابن القيم: الإيمان نصفان نصف صبر، ونصف شكر.

اصبروا على النعماء، وصابروا على الباساء والضراء، ورابطوا في دار الأعداء واتقوا إله الأرض والسماء، لعلكم تفلحون في دار البقاء.

الصبر الجميل

وقد أمر الله في كتابه الكريم بالصبر الجميل وهو الذي لا شكوى فيه ولا معه، والصفح الجميل وهو الذي لا عتاب فيه، والهجر الجميل وهو الذي لا أذى فيه.

عاقبة الصبر

نظر الله بعين الاختيار إلى آدم، فحظي بسجود ملائكته فأقامه في منزلته، وإلى إدريس فاحتال بإلهامه على جنته، وإلى نوح فنجا من الغرق بسفينته، وإلى هود فعاد على عاد شؤم مخالفته، وإلى صالح فتمخضت صخرة بناقته، وإلى إبراهيم فتبختر في حلة خلته، وإلى إسماعيل فأعان الخليل في بناء كعبته، وإلى لوط فنجاه وأهله من عشيرته، وإلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015