قال: إني سائلك عن شيء، فإن أنت صدقتيني نظرت في أمرك.
قالت: لا تسألني عن شيء إلا صدقتك.
قال: أخبريني لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك أكان يسرك أن أقضي لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا.
قال: صدقت. فلو دخلت قبرك، وأجلست للمسألة أكان يسرك أني قضيتها لك؟
قالت: اللهم لا.
قال: صدقت، قال: فلو أن الناس أعطوا كتبهم، لا تدرين أتأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت: اللهم لا.
قال: صدقت، قال: فلو أردت الممر على الصراط، ولا تدرين هل تنجين أو لا تنجين، أكان يسرك أني قضيتها لك؟
قالت: اللهم لا.
قال: صدقت، قال: فلو جيء بالميزان وجيء بك فلا تدرين أيخف ميزانك أم يثقل أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت: اللهم لا.
قال: صدقت، قال: اتق الله فقد أنعم عليك وأحسن إليك.
قال: فرجعت إلى زوجها، فقال: ما صنعت؟ قالت: أنت بطالٌ ونحن بطالون.
فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة، فكان زوجها يقول: مالي ولعبيد بن عمير أفسد علي امرأتي، كانت في كل ليلة عروسًا فصيرها راهبة.
قال حصين بن محمد: بلغني أن فتى من أهل المدينة كان يشهد الصلوات كلها مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكان عمر يتفقده إذا غاب، فعشقته امرأة، فذكرت ذلك لبعض نسائها، فقالت: إني أحتال لك في إدخاله عليك، فقعدت له في الطريق، فلما مر بها قالت له: إني امرأة كبيرة في السن، ولي شاة لا أستطيع أن أحلبها، فلو دخلت فحلبتها لي -وكان أرغب شيء في الخير- فدخل فلم ير الشاة، فقالت: اجلس حتى آتيك بها.
فإذا المرأة قد طلعت عليه، فلما رأى ذلك عمد إلى محراب في البيت فقعد فيه،