وكان خصومه -يعني شيخ الإسلام ابن تيميه- يعيبونه ويقولون: سأله السائل عن طريق مصر -مثلا- فيذكر له معها طريق مكة، والمدينة، وخراسان، والعراق، والهند، وأى حاجة بالسائل إلى ذلك؟
ولعمر الله ليس ذلك بعيب، وإنما العيب: الجهل والكبر" (?).
قلت: والبخل، وأيُ داءٍ أدوءُ من البخل، فمن جاد بعلمه نال ثلاث فضائل:
الأولى: الثواب.
والثانية: أتقان الحفظ، زيادة العلم.
والثالثة: نقل صورته ونظام علمه ليكون خلفا منه.
وقال بعضُ الحكماءِ: خَيرُ العلماءِ من لا يُقِل ولا يُمِل.
وقال بعضُ العلماءِ: كُل علمٍ كثُر على المُستمعِ ولم يُطَاوِعهُ الفهمُ ازداد القلبُ به عَمًى. وإِنمَا ينفعُ سمعُ الآذَانِ، إذا قَويَ فَهمُ القُلُوبِ فِي الأبدَانِ.
النزاهة لغة: التباعد (?).
أما في الاصطلاح: اكتِسَابُ المَالِ من غَيرِ مَهَانَةٍ ولا ظُلمٍ، وَإِنفَاقُهُ فِي المَصَارِفِ الحَمِيدَةِ (?).
ومن القوادح إهانة النفس توصلًا للأغراض الدنية، فالترفع عما في