كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (?).

وليس هذا فحسب، بل كان الإمام مالك -رحمه الله- يعظم وتعظيمه لحديث رسول الله، فكان إذا جلس للفقه جلس كيف كان، وإذا أراد الجلوس للحديث اغتسل وتطيب ولبس ثيابًا جُدُدًا، وتعمم وقعد على منصته بخشوع وخضوع ووقار، ويبخر المجلس من أوله إلى فراغه تعظيمًا للحديث (?).

قيد مهم:

الأوراد والأذكار الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - توقيفيه كأذكار الركوع والسجود، أو الطعام والشراب، أو دخول المسجد والخروج منه، ونحو ذلك، فلا يجوز فيها التصرف بالزيادة أو النقص، ولو بلفظ لا يفسد المعنى، لأنها توقيفيه.

عن البَراءِ بنِ عازِبٍ -رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا أتيتَ مَضجَعَكَ فتَوَضأ وُضوءَكَ للصلاة، ثم اضطَجِع على شِقكَ الأيمَنِ، ثم قل: اللهمَّ أَسلمتُ وَجهي إِليكَ، وفَوَّضتُ أمري إِليكَ، وأَلجَأتُ ظَهرِي إِليكَ، رَغبةً ورهبةَ إِليكَ، لا مَلجَأ ولا مَنْجا منكَ إِلا إِليكَ. اللهم آمنتُ بكِتابكَ الذي أنزَلتَ، وبِنَبِيكَ الذي أَرسلتَ. فإن مُتَّ مِن لَيلَتِكَ فأنتَ على الفِطرةِ. واجعلهنَّ آخِرَ مما تتكلمُ به". قال: فردَّدتُها على النبيِّ، فلما بَلغتُ "اللهم آمنتُ بكتابِكَ الذي أنزلتَ" قلت: وَرسولِكَ. قال: "لا. وبنبيِّكَ الذي أرسلتَ" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015