والمعنى أننا إذا أطلقنا كلمة الأخلاق إنما نعني بها الحسن، أو الجانب الحسن، وكذلك من الممكن أن نقول: الأخلاق الذميمة أو السيئة.
ومن الواضح أن إضافة كلمة بعد كلمة الأخلاق نصف بها الأخلاق يجعلها حسب ذلك الوصف الحسن أو السيء، والإسلام يدعو إلى الأخلاق الكريمة، وينهى عن مذمومها.
هو كل ما يتصلُ بعمل المسلمِ ونشاطهِ وما يتعلقُ بعلاقتهِ بربهِ، وعلاقتهِ مع نفسهِ، وعلاقته مع غيرهِ من بني جنسه، وما يحيطُ به من حيوانٍ وجمادٍ.
كيف نميز بين الأخلاق، والسلوك الإنساني، أو الصفاتِ الإنسانية؟ عند التَّأمل والنظر يتبينُ لنا أنَّ الخُلق صفة مستقرة في النفس، فِطريَّةٌ كانت أو مكتسبة، ذات آثار في السلوك محمودة أو مذمومة.
فالخلقُ كما -سيأتي- ينقسمُ إلى قسمين: محمود ومذموم.
فهل كل صفة مستقرة في النفس تُعدُّ من الأخلاق؟
الجواب: لا؛ لأنَّ منها غرائز لا صلة لها بالأخلاق، والذي يفصلُ الأخلاق وُيميِّزُهَا عن غيرها هي الآثار القَابلة للمدح أو الذَّم، وبذلك يتميز الخُلُق الحسن عن الغريزة.
فالأكل مثلا غريزة، والإنسان عند الجوع يأكلُ بدافع الغريزة وليس مما يمدح به أو يذم.
لكن لو أنَّ إنسانَا أكلَ زائدًا عن حاجته الغريزية، صارَ فعله مذمومًا، لأنه