وتأمل -رعاك الله- أحوال الرسل والأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- مع الله سبحانه في خطابهم وسُؤالهم، وعبادتهم كيف تجدها مشحونة بالآداب قائمة به، وهاك بعضًا منها:
إن القلم ليعجز أن يكتب عن أدب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فحياته كلها أدب من المولد حتى الممات، فهو السراج المنير الذي امتن الله به على الدنيا، فأحيا به مواتها، واستنارت بعد ظلماتها.
زكى الله لسانه فقال: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3)} [النجم: 3].
وزكى صدره فقال: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)} [الشرح: 1].
وزكى فؤاده فقال: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)} [النجم: 11].
وزكى خلقه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} [القلم: 4].
وأدبُ النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الله سبحانه كثير، يصعب حصره، ويعجز القلم عن جمعه، ولسنا في معرض الجمع والتقصي، بقدر ما نحن في التمثيل لأدب النبي عليه أفضل الصلاة وأكمل التسليم.
ومن جميل ما ذُكِرَ في تفسير قول الله تعالى: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)} [النجم: 17].
وفي وصف أدب النبي - صلى الله عليه وسلم - مع ربِّه -تبارك وتعالى- في ذلك المقام في