كان رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة في الورع فكان زاهدا ورعاً، وقد ضرب لنا نموذجاً أعلى في الورع فهذا أنس رضي الله عنه يحكي لنا مشهد من مشاهد الورع فيقول:
- ((مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة مسقوطة فقال: لولا أن تكون صدقة لأكلتها)) (?).
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إني لأنقلب إلى أهلي، فأجد التمرة ساقطة على فراشي فأرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها)) (?).
قال ابن حجر: (والنكتة في ذكره هنا ما فيه من تعيين المحل الذي رأى فيه التمرة وهو فراشه صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يأكلها وذلك أبلغ في الورع) (?).
وقال المهلب (إنما تركها صلى الله عليه وسلم تورعا وليس بواجب لأن الأصل أن كل شيء في بيت الإنسان على الإباحة حتى يقوم دليل على التحريم) (?).
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه ((أنّ الحسن بن عليّ رضي الله عنهما أخذ تمرة من تمر الصّدقة فجعلها في فيه، فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالفارسيّة: كخ، كخ أما تعرف أنّا لا نأكل الصّدقة)) (?).
- وعن رجل من الأنصار قال خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جنازة فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على القبر يوصي الحافر ((أوسع من قبل رجليه أوسع من قبل رأسه فلما رجع استقبله داعي امرأة فجاء وجيء بالطعام فوضع يده ثم وضع القوم فأكلوا فنظر آباؤنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلوك لقمة في فمه ثم قال أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها فأرسلت المرأة قالت يا رسول الله إني أرسلت إلى البقيع يشترى لي شاة فلم أجد فأرسلت إلى جار لي قد اشترى شاة أن أرسل إلي بها بثمنها فلم يوجد فأرسلت إلى امرأته فأرسلت إلي بها. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أطعميه الأسارى)) (?).