- وعن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المجالس بالأمانة إلا ثلاثة: مجالس سفك دم حرام، أو فرج حرام، أو اقتطاع مال بغير حق)) (?).

- وعن معاذ بن جبل- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان؛ فإن كل ذي نعمة محسود)) (?).

(أي كونوا لها كاتمين عن الناس واستعينوا بالله على الظفر بها ثم علل طلب الكتمان لها بقوله ((فإن كل ذي نعمة محسود)) يعني إن أظهرتم حوائجكم للناس حسدوكم فعارضوكم في مرامكم وموضع الخبر الوارد في التحدث بالنعمة ما بعد وقوعها وأمن الحسد وأخذ منه أن على العقلاء إذا أرادوا التشاور في أمر إخفاء التحاور فيه ويجتهدوا في طي سرهم) (?).

- وعن جابر- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة)) (?).

قال المناوي في شرحه لهذا الحديث: (قوله: ((إذا حدّث الرجل)) أي الإنسان فذكر الرجل غالبي ((الحديث)) وفي رواية أخاً له بحديث وفي أخرى إذا حدث رجل رجلاً بحديث ((ثم التفت)) أي غاب عن المجلس أو التفت يميناً وشمالاً فظهر من حاله بالقرائن أن قصده أن لا يطلع على حديثه غير الذي حدثه به (فهي) أي الكلمة التي حدثه بها (أمانة) عند المحدث أودعه إياها فإن حدث بها غيره فقد خالف أمر الله حيث أدّى الأمانة إلى غير أهلها فيكون من الظالمين فيجب عليه كتمها إذ التفاته بمنزلة استكتامه بالنطق قالوا وهذا من جوامع الكلم لما في هذا اللفظ الوجيز من الحمل على آداب العشرة وحسن الصحبة وكتم السر وحفظ الود والتحذير من النميمة بين الإخوان المؤدية للشنآن ما لا يخفى) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015