قال بشر بن الحارث:
أفادتنا القناعة أي عز ... ولا عز أعز من القناعه
فخذ منها لنفسك رأس مالٍ ... وصير بعدها التقوى بضاعه
تحز حالين تغنى عن بخيلٍ ... وتسعد في الجنان بصبر ساعه (?)
وقال محمد بن حميد الأكاف:
تقنع بالكفاف تعش رخيا ... ولا تبغ الفضول من الكفاف
ففي خبز القفار بغير أدم ... وفي ماء الفرات عني وكاف
وفي الثوب المرقع ما يغطى ... به من كل عري وانكشاف
وكل تزين بالمرء زين ... وأزينه التزين بالعفاف (?)
وقال آخر:
هي القناعة لا ترضى بها بدلا ... فيها النعيم وفيها راحة البدن
انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها ... هل راح منها بغير القطن والكفن (?)
وقال عبد العزيز بن سليمان الأبرش:
إذا المرء لم يقنع بعيش فإنه ... وإن كان ذا مال من الفقر موقر
إذا كان فضل الناس يغنيك بينهم ... فأنت بفضل الله أغنى وأيسر (?)
وقال آخر:
نصف القنوع وأينا يقنع ... أو أينا يرضى بما يجمع
لله در ذوي القناعة ما ... أصفى معاشهم وما أوسع
من كان يبغي أن يلذ وأن ... تهدى جوارحه فما يطمع
فقر النفوس بقدر حاجتها ... وغنى النفوس بقدر ما تقنع (?)
وقال محمود الوراق:
غنى النفس يغنيها إذا كنت قانعا ... وليس بمغنيك الكثير من الحرص
وإن اعتقاد الهم للخير جامعا ... وقلة هم المرء يدعو إلى النقص (?)
وقال آخر:
رضيت من الدنيا بقوتٍ يقيمني ... فلا أبتغي من بعده أبدًا فضلا
ولست أروم القوت إلا لأنه ... يعين على علمٍ أرد به جهلا
فما هذه الدنيا بطيب نعيمها ... لأيسر ما في العلم من نكتةٍ عدلا (?)
وقال آخر:
عليك بتقوى الله واقنع برزقه ... فخير عباد الله من هو قانع
ولا تلهك الدنيا ولا تطمع بها ... فقد يهلك المغرور فيها المطامع (?)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:
وجدت القناعة ثوب الغنى ... فصرت بأذيالها أتمسك
فألبسني جاهها حلةً فصرت غنيا بلا درهمٍ ... يمر الزمان ولم تنتهك أمر عزيزًا كأني ملك (?)
وما أحسن قول الإمام الشافعي:
خبرت بني الدنيا فلم أر منهم ... سوى خادعٍ والخبث حشو إهابه
فجردت عن غمد القناعة صارمًا ... قطعت رجائي منهم بذبابه
فلا ذا يراني واقفًا بطريقه ... ولا ذا يراني قاعدًا عند بابه
غني بلا مالٍ عن الناس كلهم ... وليس الغنى إلا عن الشيء لا به (?)
وقال آخر:
إذا أظمأتك أكف اللئام ... كفتك القناعة شبعاً وريا
فكن رجلاً رجله في الثرى ... وهامة همته في الثريا
أبياً لنائل ذي ثروةٍ ... تراه بما في يديه أبيا
فإن إراقة ماء الحياة ... دون إراقة ماء المحيا (?) ...