وعن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة، فقلنا: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا؟ فقال: ((قد كان من قبلكم يؤخذ لرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون)) (?).
وقال ابن القيم: (من استطال الطَّرِيق ضعف مَشْيه
وَمَا أَنْت بالمشتاق إِن قلت بَيْننَا ... طوال اللَّيَالِي أَو بعيد المفاوز) (?).
7 - تعلق القلب بالدنيا:
فمن أسباب اليأس والقنوط الأساسية تعلق القلب بالدنيا والفرح بأخذها والحزن والتأسف على فواتها بكل ما فيها من جاه وسلطان وزوجة وأولاد ومال وعافية
قال تعالى: وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ [الروم: 36].
8 - دنو الهمة والاستسلام للواقع وضعف الرغبة في التغيير:
قال محمد بن إبراهيم الحمد: (اليأس من الإصلاح يقع فيه كثير من الناس فإذا عاين الشرور المتراكمة والمصائب والمحن والفتن ومن الفرقة والتناحر والاختلاف الذي يسري في صفوف المسلمين يأس من الإصلاح .. ومثل ذلك في شأن كثير من الناس ممن يسرف على نفسه بالمعاصي ويتيه في أودية الرذيلة فتجده ييأس من إصلاح حاله والرقي بها إلى الأمثل بل ربما ظن أن التغيير مستحيل .. وهذا كله مظهر من مظاهر دنو الهمة وصغر النفس والعجز عن مواجهة المتاعب والمصاعب) (?).
9 - التركيز على جانب الترهيب فقط في الدعوة إلى الله تعالى.