وممن يروى عنه هذا القول: سعد بن مالك، وسعد بن أبي وقاص، وأسيد بن مالك -رضي اللَّه عنهم- (?).
• القول الثاني: نزلت لأن أصحاب رسول اللَّه سألوا قسمة الغنيمة بينهم يوم بدر فأعلمهم اللَّه أن ذلك للَّه ولرسوله دونهم ليس لهم فيه شيء.
وممن يروى عنه هذا القول: ابن مسعود وأصحابه -رضي اللَّه عنهم- (?).
وبعد أن ساق ابن جرير الخلاف السابق قال: (وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن اللَّه تعالى أخبر في هذه الآية عن قوم سألوا رسول اللَّه الأنفال أن يعطيهموها، فأخبرهم اللَّه أنها للَّه وأنه جعلها لرسوله. لماذا كان ذلك معناه جاز أن يكون نزولها كان من أجل اختلاف أصحاب رسول اللَّه فيها، وجائز أن يكون من أجل مسألة من سأله السيف الذي ذكرنا عن سعد أنه سأله إياه، وجائز أن يكون من أجل مسألة من مسألة قسم ذلك بين الجيش) (?).
وبهذا يظهر أن الخلاف في ذلك هو من قبيل اختلاف التنوع المعروف في كتب التفسير، إذ إن مؤدى جميع الأقوال أن مكان وزمان النزول يوم بدر.Rأن الإجماع متحقق في نزول الآية حين معركة بدر، لعدم الخلاف المعتبر، وما ورد من أقوال فهو من قبيل اختلاف التنوع في تحديد السبب بعينه الذي نزلت من أجله الآية الكريمة، وهو لا يغير من الحكم الشرعي شيئًا. واللَّه أعلم.
• تعريف النفل:
• النفل في اللغة: هو الغنيمة، ومنه قول الشاعر:
إن تقوى ربنا خير نفل ... وبإذن اللَّه ريثي والعجل
أي: خير غنيمة، ويقال: نفل الإِمام الجند إذا جعل لهم ما غنموا، وجماع معنى النفل ما كان زيادة على الأصل (?).
• والنفل اصطلاحًا يطلق على أمرين: الأول: بمعنى الغنائم فقد سمى اللَّه عز وجل