"كفوا أيديكم عنهم فإني لم أومر بقتالهم"، فلما هاجر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى المدينة، وأمرهم اللَّه تعالى بقتال المشركين كرهه بعضهم وشق عليهم، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية (?).
4 - عن ابن عباس: أن عبد الرحمن بن عوف، وأصحابًا له أتوا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالوا: يا رسول اللَّه، كنا في عز ونحن مشركون، فلما آمنا صرنا أذلة! . فقال: "إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا"، فلما حوله اللَّه إلى المدينة أمر بالقتال فكفوا، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ} (?).
• وجه الدلالة: حيث قابل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- طلب الإذن في منازلة كفار مكة بالقتال قبل الهجرة بالرفض حيث قال: "كفوا أيديكم فإني لم أومر بقتالهم"، وقال: "إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا"، وهذا يدل على أنه كان محظورًا عليهم حينذاك.Rأن الإجماع متحقق، لعدم وجود المخالف، واللَّه تعالى أعلم.
• المراد بالمسألة: هذه هي المرحلة الثانية من مراحل تشريع الجهاد وهي إباحة القتال في سبيل اللَّه دون أن يفرض (?). فهذه المرحلة لك أن تقاتل الأعداء، ولك ألَّا تقاتلهم ولا شيء عليك، وهي مرحلة إعداد وتهيئة للمرحلة التالية لها. ولهذا نقل اتفاق أهل العلم أن أول ما شُرع الجهاد كان بعد هجرة المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى المدينة النبوية.
• وممن نقل الإجماع: الحافظ ابن حجر العسقلاني (852) هـ حيث يقول: (فأول ما شرع الجهاد بعد الهجرة النبوية إلى المدينة اتفاقًا) (?).
• الموافقون للإجماع: وهو قول ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-، ومجاهد، والضحاك، وقتادة، وغير