سيف الدّين، أَبُو بكر ابْن [الْملك] الْكَامِل مُحَمَّد ابْن [الْملك] الْعَادِل أبي بكر ابْن نجم الدّين أَيُّوب، الأيوبي سُلْطَان الديار المصرية، الْمَعْرُوف بالعادل الصَّغِير - أَعنِي بالكنية عَن جده -.
تسلطن بديار مصر بعد وَفَاة أَبِيه فِي أَوَاخِر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
وَسبب سلطنته وتقدمه على أَخِيه الْأَكْبَر [الْملك] الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب، لِأَن [الْملك] الْكَامِل لما مَاتَ بِدِمَشْق كَانَ الْعَادِل هَذَا نَائِبه بِمصْر، وَكَانَ الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب نَائِب أَبِيه الْكَامِل بِبِلَاد الشرق.
فَلَمَّا مَاتَ الْكَامِل اتّفق الْأُمَرَاء على نصب الْعَادِل هَذَا فِي سلطنة مصر، وَأَن يكون نَائِبه بِدِمَشْق ابْن عَمه الْملك الْجواد يُونُس، وَأَن يكون أَخُوهُ [الْملك] الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب على حَاله بديار بكر وممالك الشرق؛ فتم ذَلِك.
وتسلطن الْعَادِل هَذَا وَله نَحْو ثَمَانِيَة عشر سنة.
ثمَّ بلغ الْخَبَر أَخَاهُ [الْملك] الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب؛ فَتحَرك طَالبا لملك مصر حَتَّى ملكهَا بعد أُمُور وَقعت لَهُ مَعَ أَخِيه الْعَادِل هَذَا، وقهر الصَّالح الْعَادِل وخلعه من الْملك وحبسه، ثمَّ قَتله بعد سِنِين فِي السجْن، فِي شَوَّال سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
ثمَّ مَاتَ [الْملك] الصَّالح [بعده بِمدَّة] يسيرَة.
وَكَانَت سلطنة الْعَادِل على مصر سنة وشهرين وأياما مَعَ مَا وَقع لَهُ فِيهَا من الإنكاد والحروب والفتن - رَحمَه الله [تَعَالَى]-.