وَقَالَ الْحَافِظ عبد الْعَظِيم الْمُنْذِرِيّ - رَحمَه الله -: وَأَنْشَأَ الْكَامِل دَار الحَدِيث بِالْقَاهِرَةِ - يَعْنِي عَن الْمدرسَة الكاملية ببين القصرين -، ثمَّ عمر الْقبَّة على ضريح الإِمَام الشَّافِعِي - رَضِي الله عَنهُ - وأجرى المَاء من بركَة الْحَبَش إِلَى حَوْض السَّبِيل [بِهِ] . إنتهى.

قلت: وللكامل المواقف فِي الْجِهَاد مَعَ الفرنج بدمياط وَغَيرهَا سنينا طَوِيلَة، وكافح الْعَدو المخذول برا وبحرا، لَيْلًا وَنَهَارًا. وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى أعز الله الْإِسْلَام وَأَهله، وأخذل الْكفْر [وَأَهله بِهِ] .

وَكَانَ مُعظما للسّنة النَّبَوِيَّة.

وَكَانَ الْكَامِل [أَيْضا] سَافر فِي أَوَاخِر أَيَّامه إِلَى الْبِلَاد الشمالية وافتتح عدَّة بِلَاد بهَا.

ودام على ملك مصر، إِلَى أَن توفّي بِدِمَشْق فِي عصر يَوْم الْأَرْبَعَاء، وَدفن من الْغَد [فِي] يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشْرين [شهر] رَجَب سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة. وَملك بعده [مصر] ابْنه [الْملك الْعَادِل] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015