ثانيا: ولاية موسى بن نصير، واستقرار الفتح "85-95هـ/ 705-714م"
وبعد سنة واحدة من إنشاء ميناء تونس جاء قرار عزل حسان بن النعمان عن ولاية المغرب في أواخر "سنة 85هـ/ 705م"، أو في أوائل "سنة 86هـ" وعين موسى بن نصير مكانه أميرا على البلاد2.
والحق أن حسان بن النعمان -وإن كان قد مهد "إفريقية" و"المغرب الأوسط" -فإن المغرب الأقصى لم يكن قد تمهد أمام المسلمين، وهذا ما وقع على كاهل موسى ابن نصير، ولا شك أنه أفاد من تجارب الفاتحين السابقين، وكانت حملاته أشبه بنزهات عسكرية -كما يقال- "لأن الإقليم كان قد عرف من قبل جهاد المسلمين وبأسهم، وحرصهم على تمام الفتح، كما أن عددا من البربر لا يستهان به دخل الإسلام وعرفه، وأن عددا منهم شارك في الجهاد مع حسان بن النعمان كما عرفنا، بالإضافة إلى ما عرف من مهارة موسى بن نصير وحنكته وحبه للجهاد"3.
وقد بدأ موسى أعماله الحربية بالقضاء على بقايا جيوب المقاومة في "إفريقية"،