أن الرسول صلى مقابل الكعبة، وسار على ذلك أبو بكر ثم عمر، الذى أعلن بعد مدة أن اللَّه جل وعلا أمر باتخاذ مقام إبراهيم مصلى، فنقل المقام بناء على ذلك، وهاتان الروايتان أجدر بالتصديق لما فيهما من موضوعية ومنطق، وبعد عن إعطاء القصة جوانب غيبية.
والخلاصة أن عمر قد قام بنقل المقام من موضعه، غالب الظن لأسباب عملية صرفة.
أما التغيير الأخير فى موضع المقام فقامت به الحكومة السعودية حيث يوجد الآن، لإفساح المكان للطائفين.
المصادر: وردت بالمتن.
على يوسف على [م. كستر M. Kister]
تجمع على مقامات، وتعنى بوجه عام "إجتماع أو مجلس"، ولكنها اصطلاحا يقصد بها فن من فنون الأدب العربى.
التطور الدلالى للمصطلح: الكلمة مشتقة من الجذر "ق. و. م."، وتعنى "أن تقف" لإحداث فعل ما ثم تطور المعني ليعبر عن فعل من أفعال الابتداء والشروع. وقد ارتبطت كلمة "مقام" مع "ناد" -وهو اجتماع لذوى الشأن من عليه القوم- فى الآية 73 من سورة مريم، وفى شعر زهير بن أبى سلمى. كما أخذت أيضًا معنى "وضع أو حالة" كما ورد فى شعر كعب بن زهير فى موقفه بين يدى الرسول، وهو موقف "هائل" بلا شك، الأمر الذى يحتمل معه أن يكون أساس تطور الكلمة إلى معنى "معركة أو ملحمة"، ثم إلى "معترك، أو ساحة قتال" كما ورد فى شعر جرير وكتابات الجاحظ.
ولما كانت الفصاحة هى ما يميز "اجتماع ذوى الشأن"، فقد يكون طبيعيا أن تتطور الكلمة لتعبر عما يدور فى هذه الأندية من موضوعات مطروحة، ثم لما يلقى فيها على أسماع الحضور من خطب تهذيبية. ومما يثبت ذلك تسمية ابن قتيبة لمؤلفه "مقامات الزهاد بين يدى الخلفاء والملوك"، كما كتب الإسكافى المعتزلى مؤلفا أسماه "المقامات فى تفضيل على"، ويتحدث المسعودى عن مواعظ لعلى وعمر بن عبد العزيز ألقيت بمناسبة "مقاماتهم".