بخروجهم أولا إلى الأماكن اليهودية فى وادى القرى بشمالى المدينة ثم مضوا منها شطر "أذرعات" ببلاد الشام.
إلا أنه لم يكن معنى ذلك هجرة بنى قينقاع عن آخرهم، فقد اعتنق رهط قليل منهم الإسلام، وربما كان ذلك بدافع من انتهاز الفرصة أكثر من أن يكون إسلاما عن نية صادقة، ومن ثم بقى هذا الرهط يعيش فى المدينة، ويشير ابن اسحاق فى سيرة ابن هشام إلى ثلاثين قينقاعيا من خصوم النبى (-صلى اللَّه عليه وسلم-)، وربما كان هذا قبل إخراجهم، على أن أسماء خمسة أوستة من الأسماء التى ذكرها ابن هشام تظهر مرة ثانية فيما يذكره الواقدى من أنهم مشوا فى جنازة ابن أبىّ (وذلك فى السنة التاسعة للهجرة = 631 م) ويقول إنهم "من بنى قينقاع وآخرون" ممن تدافعوا إلى النعش وساروا به، وهناك قينقاعى آخر هو عبد اللَّه (الذى كان يسمى بالحصين) بن سلام (باللام المخففة) والموصوف بأنه "كبيرهم وأعلمهم" والذى يختم به ابن إسحاق قائمة هؤلاء القينقاعيين فإنه قد أسلم واهتدى فى أعقاب دخول محمد (-صلى اللَّه عليه وسلم-) المدينة مباشرة وذلك حسبما ترويه الأخبار، وإن كان "هوروفتس" يرى أن الأصح والأقرب إلى الواقع أن عبد اللَّه ابن سلام إنما كان إسلامه فى السنة الثامنة للهجرة، أى قبل عامين من وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، وذلك حسب ما يذكره ابن حجر فى الإصابة.
ولزيادة فى الوقوف على أخبار بنى قينقاع، انظر أيضا أنساب الأشراف للبلاذرى.
(1) للديار بكرى: تاريخ الخميس (طبعة القاهرة) 128، ص 408 وما بعدها.
(2) الحلبى: والسيرة (القاهرة) 1384/ 2، 474 - 478.
(3) سيرة ابن هشام (تحقيق Wustenfeld جوتنجن 1859 - 1860) ص 383، 545 - 547.
(4) Watt: muhammad at me W.Mdine (oxford, 1956), 181, 192 - 8, 208 - 210, 216, 219
مروان حسن حبشى [فنسنك - باريه صلى الله عليه وسلم.J. Wensinck, R. Pares]