وتبسيطها مؤلفون آخرون لتصبح جزءا من التيار الرئيسى للفكر الصوفى منذ ذلك الوقت.

وثمة مفهوم آخر يطابق -إلى حد لافت للنظر- مفهوم القطب بوصفه المبدأ الفعال (أو الباطن) لكل إلهام وشبيه بالعقل "النُّوسْ" عند الأفلاطونية الجديدة. هذا المفهوم تجده عند عمر بن الفارض وهو يشبه العقيدة الإسماعيلية القائلة بتجسيد العقل الأول (الإمام) فى الناطق. وهناك باحثون آخرون التفتوا إلى التشابه القائم بين مفهوم الشيعة عن الإمام بوصفه تجليا للكلمة الإلهية ومفهوم القطب الأكبر فى التصوف الإسلامى. كما لاحظ باحثون عديدون ذلك التوازى بين التدرج الرئاسى للقائمين على الدعوة الإسماعيلية (الفاطمية) والتدرج الرئاسى فى التصوف برئاسة القطب، بل إن بعضهم يرى أن التدرج فى التصوف مستمد عن نظام الإسماعيلية. ويقرر بعض علماء الشيعة صراحة أن القطب والإمام مصطلحان لهما نفس المعنى وينطبقان على نفس الشخص.

وقد أدان ابن خلدون نظام الأقطاب ولا يزال هذا النظام هدفا للهجوم عليه ممن ينادون بمفاهيم غير صوفية للإسلام. وقد نسب إلى القطب القدرة على أداء "كرامات" تكشف عن المقام الذى تَرقَّى إليه.

وكان هناك -قبل أحمد التيجانى وبعده- من الصوفية من يدعى أنه من الأقطاب أو يعده الأتباع كذلك. ومن أعلام التصوف فى عصوره المتأخرة: أبو سعيد بن أبى الخير، عبد الرحيم القناوى، أبو العباس المرسى، عبد القادر الجيلانى، أحمد الرفاعى، أحمد البدوى، إبراهيم الدسوقى، والأربعة الأخيرون يطلق عليهم لقب "الأقطاب الأربعة".

المصادر:

(1) عبد الرزاق الكاشانى السمرقندى: "كتاب اصطلاحات الصوفية" لندن - كلكتا 1845 م.

(2) محى الدين بن العربى: "الفتوحات المكية" بولاق 274 سنة

سعيد عبد المحسن [ف. دى سونج F. عز وجلe Song]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015