كاملة بالقطب الجنوبى من خلال رحلاتهم جنوب خط الاستواء، وأطلقوا عليه اسم "سُهَيْل" أو "القطب" فحسب فى مقابل "الجاه". ويميزونه بأنه -على عكس الحال بالنسبة للقطب الشمالى- لا يوجد إلى جانبه نجم ساطع، بل توجد -على مسافة تمثل- مجموعة السحب الماجلانية (أحمد بن ماجد وسليمان المَهْرى). ويبدو أيضًا أن القطبين قد استثارا خيال المنجمين حيث وضع ابن منظور والقزوينى قائمتين بالخواص السحرية لكل من القطبين.

المصادر:

(1) ابن قتيبة: "كتاب الأنواء". حيدرآباد 1956.

(2) ابن منظور: "كتاب منار الأزهار" استانبول 1298.

سعيد عبد المحسن [ب. كونيتش P. Kunitzsch]

2 - فى التصوف: كلمة قطب فى التصوف الإسلامى تعنى إما "الإنسان الكامل" أو "القطب الحسى" أو "الحقيقة المحمدية"، ويشار إليها أحيانا بوصفها القطب المعنوى. ويشير بعض المؤلفين إلى قطب الوقت، أو صاحب الوقت أو صاحب الزمان على أنه "الغوْث" الذى يوجد بفضل "قطب الأقطاب" ويتجلى فيه -وأصول هذا المفهوم ترجع إلى الحلاج.

ونجد مفهوم "القطب" بوصفه رأس جماعة من الأتقياء الورعين لهم نظام رئاسى متدرج، فى تعاليم الحكيم الترمذى وقد لخصها على بن عثمان الهجويرى فى كتاب "كشف المحجوب" والذى يعد أقدم دراسة فارسية عن الصوفية. وكل مرتبة من مراتب هذا التنظيم يرأسها قطب. ومن هؤلاء الأقطاب يتلقى المريدون العلم الذى يدينون به -فى نهاية الأمر- للقطب الأكبر. ويرى محيى الدين بن العربى أن روح محمد أو "الحقيقة المحمدية" هى التى تنقل العلم الإلهى لكل الأنبياء والأولياء، وهى تتجلى وتتحقق بأكمل صورة فى القطب الذى يعد الإنسان الكامل، وهو معصوم. . ولكل زمان قطب، هو القطب الواحد والخليفة الحقيقى للَّه. وقد طور هذه الأفكار عبد الكريم الجيلى، ثم أعاد صياغتها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015