ويبدو أن أغلب السكان فى هذا الوقت كانوا من العرب، وقد تزايد عددهم بعد إكمال السور. وكان أغلبهم من الأصول العربية الأولى التى قطنت المدينة، ذكر المستوفى منهم "السادات" ووصفهم بالتقوى والعلم، وأنهم يكسبون عيشهم من كد أيديهم وليس اعتمادا على آية معونة، الأمر الذى يبين أنهم تمتعوا بشئ من الاستقلال فى مواجهة السلطة. كما وصف خواندمير أهل قزوين بالمروءة والإنسانية.
واستردت قزوين وضعها كمدينة مواجهة خلال صراع الخلفاء مع العلويين. ففى عهد المعتصم الذى قرر أن يخضع الديلم لسيطرته دخل فخر الدولة (بحسب رواية المستوفى) أبو منصور كوفى حاكم قزوين من قبل الخليفة فى صراع مع الديلم لعشرين عاما. ويبدو أن فخر الدولة قد حكم المدينة لمدة أربعين عاما من قبل الخلفاء، عدا سنتين حكمهما من قبل حسن الباقر، العلوى الذى استولى عليها فى 251 هـ/ 865 - 866 م، إلا أنه فى عام 301 هـ/ 913 م عين على بن المقتدر حاكما عاما للمدينة مع الرى وزانجان وألهار وطاروم.
وفى عام 304 هـ/ 916 م حاول يوسف بن أبى الساج الاستيلاء على قزوين ولكنه اضطر للفرار أمام الأصفر بن شيرويا، الذى نصب نفسه حاكما لمساحة تضم مع قزوين طبرستان وجورجان حتى قم وهمدان. وفى 315 هـ/ 927 م طرد الأصفر جيشا للمقتدر لاسترداد المدينة، واستولى بعد ذلك على القلعة وقتل الكثير من السكان وفرض غرامة كبيرة على السكان، ولكن الأمر انتهى فى النهاية بقتله.
وآلت المدينة بعد ذلك إلى ركن الدولة، وظل الأقليم تحت سيطرة بنى بوية للمائة عام التالية. وفى عام 358 هـ/ 968 م هبت ثورة ثم أخمدت وفرضت على أثرها غرامة 1.200.000 درهم. وفى 421 هـ/ 1030 م انتقلت المدينة إلى الدولة الغزنوية.
ويبدو أن أول احتكاك بين المدينة والغز كان فى 430 هـ/ 1038 م