أنه كان على علم وثيق مفصل بآراء المعتزلة (كما يتبين فى كتابه الوصفى: مقالات الإسلاميين، استانبول سنة 1929 م، انظر R.Strothmann فى Islam جـ 19، ص 193 - 242). وقد أصبح أتباعه الكثيرون يعرفون بالأشعرية او "الأشاعرة" وإن كان معظمهم قد اختلف معه فى بعض المسائل.
وإن منهج الأشعرى فى التدليل فى عين القارئ الأوربى لا يخعلف للنظرة الأولى عن منهج أتباع أحمد بن حنبل المغالين فى المحافظة، ذلك أن كثيرا من حججه يقوم على تفسير القرآن والحديث (انظر Muslim Greed: صلى الله عليه وسلم. J. Wensin، ص 191 كمبردج سنة 1932 م). على أن السبب فى ذلك كان مرجعه إلى أن خصومه أيضا -بما فيهم المعتزلة أنفسهم- قد استعانوا بحجج من هذا القبيل، وأن الأشعرى كان يعتمد دائما على مخاطبة عواطف المرء لا عقله. ومع ذلك فإن خصومه حين يسلمون بدليل عقلى صرف فإن الأشعرى كان لا يتردد فى استخدامه فى دحض أقوالهم. وما إن تقرر جواز معر هذه الحجج، وفى نظر كثير من المتكلمين على الأقل، حتى استطاع الأشعرية أن ينموا هذا الجانب من منهجه وانتهى الأمر فى القرون المتأخرة بأن أصبح الكلام عقليا تمامًا. على أن هذا كان بعيدا أشد البعد من مزاج الأشعرى نفسه.
المصادر:
(1) اللمع ورسالة استحسان الخوض فى علم الكلام، طبعة وترجمة R.C.McCarthy، بيروت سنة 1953 م: The Theology of صلى الله عليه وسلمL - صلى الله عليه وسلمsh'ari:
(2) الإبانة، طبعة حيدر آباد سنة 1321 هـ ... إلخ، القاهرة سنة 1348 هـ وترجمة W.G.Klein نيوهافن سنة 1940 (انظر W. Thomson فى Muslim World، جـ 32، ص 242 - 260)
(3) ابن عساكر: تبيين كذب المفترى، دمشق سنة 1347 هـ (لخصه مكارثى: المصدر المذكور، و صلى الله عليه وسلم. F.Mehren فى أعمال المؤتمر الدولى الثالث