(المنورة) إلى جوار محمد فى قبر شاغر بين قبرى أبى بكر وعمر.
وأحيانًا تختلط عقيدة عودة المسيح بفكرة المهدى المنتظر. وأخيرًا فإن الأحمدية يعتقدون أن المسيح بعد موته الظاهر على الصليب بعث من جديد وهاجر إلى الهند وإلى كشمير ليبشّر بالإنجيل هناك، وأنه عاش هناك حتى بلغ مائة وعشرين عامًا، ودفن فى سَرينَاجَار Srinagar, ويعتقدون أن المهدَى تجسيد لثلاثة: المسيح (عليه السلام) ومحمد (صلى اللَّه عليه وسلم) وكريشنا Krishna.
عندما عُرِج بمحمد (صلى اللَّه عليه وسلم) إلى السماء التقى بإبراهيم وموسى والمسيح ولما سأل عن السَّاعة أخبره المسيح (عليه السلام) أنه هو نفسه -أى المسيح- سيكون دلالة عليها. لكن المسيح (عليه السلام) رغم كوْنه (عِلْم للسَّاعَة) لا يعرف وقت قيامها بالضبط إذ لا يعرف وقتها إلا اللَّه.
لقد كانت الموضوعات المتعلقة بالمسيح والتى تناولناها فيما سبق مجالًا لتأمل النسّاك والمتصوّفة فنسجوا حول شخصية المسيح كثيرًا من المرويات والتأملات التى تناولت فقره واعتزاله العالم وتعاليمه ومعجزاته، ومن كتب الصوفية التى تناولت ذلك حلية الأولياء لابن نُعَيمْ، وروض الرَّياحين لليافعى وقوت القلوب للمكى وكتاب النوادر للتّرمذى، كما تناولها بتفصيل أكثر الغزالى فى كتابه إحياء علوم الدين وكتابيه المكاشفَات، والدرّة الفاخرة. بل لقد تناول هذه الأمور المتعلقة بالمسيح مؤلفون لا تشكل الأمور الدينية محور كتاباتهم مثل الدّميرى فى كتابه حياة الحيوان، وابن عبد ربّه فى كتابه العِقْد الفريد ومنذ خمسين عاما قام أسين بالاكيوز صلى الله عليه وسلمsin Palacios بجمع كل النصوص المتعلقة بالمسيح فى كتابات الغزالى وترجمها ونشرها تحت عنوان: Logia et agrapha عز وجلomini jesu فى Patrologia oriontalis مجلد 13 (1919 م) ومجلد 19 (1926 م) وقام الأب ميشيل هايك