آية سورة مريم الآنف ذكرها يعنى البعث العام بعد نهاية العالم إلّا أن للمسيح عليه السلام بعثًا خاصًا ذلك أنه لم يمت على الصليب. وثمة روايات متأخرة تقرر أن المسيح عندما يعود فى آخر الزمان سيموت موتًا طبيعيًا، ومن ثم يُبعث. وكلمة توفى عادة ما تكون مقترنة بالموت، لكنها استخدمت فى مواضع قرآنية أخرى ذكرناها آنفًا بمعنى استدعاء اللَّه لأرواح النائمين وإعادتها إليهم عند استيقاظهم، وقد استخدم القرآن (الكريم) ألفاظًا تحتمل أن يكون المسيح قد رفع إلى السماء وهو حى.
تعتبر الآية رقم 61 فى سورة الزخرف {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} هى الدليل القرآنى الوحيد على عودة المسيح، فالمعنى المقبول من غالبية المسلمين هى أن المسيح (عليه السلام) هو المقصود فى النص (وإنه لَعلْم للساعة) بمعنى أن نزوله دليل على اقتَراب الساعة، وثمة قراءة أخرى (وإنه لَعَلَمٌ) بفتح العين واللام أى هو دليل أو علامة على الساعة، وثمة قراءة ثالثة وهى قراءة أُبَى "وإنه لذكْرٌ" بمعنى أنه يذكّر بالساعة (ويحذر الناس وينبّههم) وثمة فهم رابع مؤداه أن الضمير فى (وإنه) يعود للقرآن الكريم.
وثمة مرويات كثيرة عن عودة المسيح إذ يقال إنه سيذهب إلى الرواق الشرقى فى دمشق وهناك من يقول بل سيذهب إلى جبل اسمه عفيق فى الديار المقدسة، وسيكون فى يده رمح يطعن به المسيخ الدجال ثم يذهب للقدس وقت صلاة الفجر وسيجد الإمام يؤم المصلين، وسيحاول الإمام أن يتنحى عن الإمامة للسيد المسيح، إلا إنه سيرفض وسيصلى خلف الإمام اقتداء بسنة الرسول محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] ثم إنه سيقتل كل الخنازير وسيكسر الصليب. . وبعد ذلك لن يكون هناك إلا مجتمع واحد هو مجتمع الإسلام. وسيقيم المسيح (عليه السلام) العدل وسيعم السلام بين البشر بل وبين الحيوانات، وسيحكم المسيح أربعين عامًا ثم يموت حيث سيدفن فى المدينة