بيريه H. Peres إذ يقدم لنا -بالإضافة لقيمته التوثيقية- نظرة شاملة عن الشعر فى هذه الفترة.

ففى قرطبة ازدهر شعر ابن زيدون (393 - 463 هـ/ 1003 - 1070 م) الذى أنشد القصائد فى مدح ولّادة، وفى إشبيلية كان المعتمد (المتوفى 488 هـ/1095 م) يحيا بالفعل "حياة شعرية" على حد تعبير جراسيا جوميز Gomez ولم يقتصر تشجيعه على الشعراء الأسبان مثل ابن عمّار (المتوفى 477 هـ/1084 م) وابن اللبّانة (المتوفى 507 هـ/ 1113 م) وإنما شعراء من صقلية أيضًا مثل ابن حمديس (477 - 527 هـ/ 1055 - 1132 م). وفى المرية صلى الله عليه وسلمlmeria استقبل المعتصم (المتوفى 484 هـ/ 1091 م) ابن شرف (444 - 534 هـ/ 1052 - 1139 م) وحقق أبو إسحق (المتوفى 454 هـ/ 1069 م) شهرة فى غرناطة، أما فى بادا جوزا رضي الله عنهadajoz فكان ابن عبدون (المتوفى 529 هـ/ 1134 م) هو الشاعر المشار إليه بالبنان.

آداب العربية منذ بداية حكم المرابطين حتى انتهاء السيادة العربية (488 - 897 هـ/ 1092 - 1492 م):

لم يكن الفتح المرابطى ذا أثر حميد على الشعر فقد اهتم الفاتحون الجدد بعلوم الدين أكثر من اهتمامهم بالآداب والعلوم الأخرى، وإن كانت التقاليد الشعرية السائدة قبل الفتح المرابطى قد استمرت مزدهرة -فقط- فى بلنسية التى شهدت ازدهار أشعار ابن خفاجة (450 - 533 هـ/ 1058 - 1138 م) وابن زقّاق (المتوفى 529 هـ/ 1135 م).

وفى ظل الموحدين كان أهم شعراء الفترة هم الرصافى (المتوفى 572 هـ/ 1177 م) وابن سهل (المتوفى 649 هـ/ 1251 م) وبعد ذلك وحتى سقوط غرناطة استمر فى متابعة التقاليد الشعرية المعروفة لسان الدين بن الخطيب (713 - 776 هـ/ 1313 - 1374 م) وابن زمرق (733 - 796 هـ/ 1333 - 1393 م) ولا سواهما. وقد أحس معاصروهما أن الشعر غدا فى محنة وأن الوقت قد حان لجمع تراث الماضى لإنقاذه من الضياع فظهرت الأعمال المجمعة التى قام بها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015