وكان للفلسفة دور فى الحياة الثقافية، وقد أثر كل هذا فى النثر وساعد على تطويره، وكان لظهور المدارس الفقهية على نحو خاص أثره الواضح، فالمذهب الحنفى كان له كُتابه المشهورون مثل أبو يوسف (توفى 189 هـ/ 804 م) ومحمد الشيبانى (ت 189 هـ/ 804 م)، وأنتجت مدرسة المدينة أو تجميع مهم لأحاديث الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- ونعنى به الموطّأ للإمام مالك بن أنس (توفى 179 هـ/ 795 م) وبعد ذلك أصدر الإمام الشافعى كتابه الأم، وكذلك تطورت الدراسات القرآنية.
المصادر:
(1) أحمد أمين: ضحى الإسلام. جـ 1 القاهرة، 1933.
(2) الرفاعى: عصر المأمون جـ 2 القاهرة 1927.
(3) طه حسين: حديث الأربعاء، القاهرة 1925.
(4) Ch. Pellat,: Le Milieu رضي الله عنهastien et la Formation de Gahiz, Paris 1952
(5) J. Schacht, Origins of Muhammadan Jurisprudence, Oxford 1950
الأدب من القرن الثالث إلى الخامس للهجرة:
مع بداية القرن الثالث الهجرى (التاسع الميلادى) كانت الدراسات اللغوية والتاريخية والفقهية والقرآنية التى ذكرنا شيئا عنها فيما سبق قد أرست أرضيّة متينة لأدب النثر فى التاريخ الإسلامى. ولكن المسألة التى بقيت فى حاجة إلى حل هى كيف نخرج كل هذه الدراسات من حيزها الضيق بين الباحثين والعلماء لتتفاعل مع العامة وتحظى باهتمامهم وتدخل حياتهم اليومية، وقد ألقى الضوء على هذه المشكلة الجاحظ، ذلك العبقرى (توفى 255 هـ/ 869 م) الذى استطاع أن يكون حديث العامة بكتاباته الألمعية الذكية ذات الأسلوب الساخر. ولا تعود النجاحات التى حققتها كتابات الجاحظ إلى إتقان علوم العربية وامتلاكه ناصيتها فحسب وإنما تعود أيضا إلى ظهور مدرسة البصرة باتجاهاتها العقلية والاتجاه الإحيائى لعناصر الثقافة الهيلينية فى غرب آسيا، وتجلى ذلك بوضوح فى طائفة المعتزلة.