درس عليه المستشرق لين Lane (بروكلمان جـ 2، ص 478, رقم 4). ولما توفى أبو الطنطاوى سنة 1243 هـ (1827 م) اضطر إلى البقاء فى طنطا سنتين، حيث مضى فى دراسته وأصبح يلقى الدروس. ثم عاد إلى القاهرة وألحق بالمشايخ الذين كانوا يدرسون فى الأزهر، وكان من أوائل الشيوخ الذين ناقشوا النصوص الأدبية والشعرية. ودرس الطنطاوى حينًا فى المدرسة الإنجليزية. وكان فرسنل F.Fresnel أول من أذاع صيته فى أوربا (انظر Journ صلى الله عليه وسلمsiatique، السلسلة الثالثة، جـ 5, 1828 م, ص 60 وما بعدها)، وتبعه كثير من الأساتذة الشبان فدرسوا على الطنطاوى (عز وجلr. Pruner, G.Weil، صلى الله عليه وسلم. Perron و R. Frahn، ابن مؤسس المتحف الآسيوى فى سانت بطرسبرغ وأول مدير له)، ونقل فران صيته إلى روسيا، ودعى الطنطاوى سنة 1840 م (1256 هـ) إلى سانت بطرسبرغ مدرسًا للعربية فى معهد اللغات الشرقية بها. وفى سنة 1848 عين أستاذًا فوق العادة فى جامعتها ثم عين أستاذًا عاديًا سنة 1854. وكادت دروسه لا تترك أى أثر باق فى روسيا، ذلك أن منهجه لم يتمش مع هذه الجامعة الأوربية. ونذكر من أنبه تلاميذه (1840 - 1842) والن Finn G.صلى الله عليه وسلم. Wallin (1811 - 1852) الرحالة المستعرب المشهور الذى أصبح من بعد أستاذًا فى جامعة هلسنكفورث، وقد ظل هذا الأستاذ يراسل الطنطاوى بانتظام حتى وفاته (انظر رضي الله عنهref och عز وجلagbok-Santechnigar of G. صلى الله عليه وسلم. Wallin: K. Tallquist هلسنكفورث 1905 م). ونزل بالطنطاوى مرض شديد اضطره إلى اعتزال الخدمة سنة 1861 م، وأدركته المنية فى السنة نفسها، ولا يزال قبره قائمًا فى مقبرة التتر بلينينغراد، وعليه نقوش روسية وعربية.
ويكاد نشاطه الأدبى قبل شخوصه إلى سانت بطرسبرغ يقتصر على التفقه فى فروع المعرفة القديمة، وله منظومات وشروح وهوامش وخواتم مخطوطة فى القاهرة ولينينغراد (مكتبة الجامعة). ومن تواليفه الأصيلة فى هذا الباب: "لذيذ الطرب فى نظم بحور العرب" (فى المكتبات الخاصة بالقاهرة) وأرجوزته المسماه: "مشتهى الألباب