على أنه إذا كانت هذه الطريقة فى أول حياتها لم يكن يقصد منها فيما يبدو شئ من التنظيم وكانت الصلة بين أتباعها مفككة جدًا فإن من البين أنه مع مرور الزمان دخل عليها التنظيم المألوف فى الطريقة.
تواليف أصحاب الطريقة: ذكرنا فيما تقدم أنه لا الشاذلى نفسه، ولا خليفته أبو العباس المرسى كتب شيئًا، لكن يظهر أن تلميذه ياقوتا العرشى ألف كتابًا فى المناقب، أما تلميذهما معا وهو تاج الدين بن عطاء اللَّه الإسكندرى فقد ألف كتبًا كثيرة طبع منها كتابان هما كتاب "لطائف المتن" الذى تكلم فيه عن الشيخين الأولين للطريقة؛ وكتاب "مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح" (على هامش لطائف المتن للشعرانى، القاهرة 1321 هـ) والكتاب الأول من الكتابين هو المصدر الأكبر لما نعرفه عن حياة الشاذلى. وهناك ترجمة للشاذلى ألفت بعد ذلك بمدة غير طويلة وهى "درة الأسرار" لمحمد بن قاسم الحميرى بن الصباغ وهى مقتبسة فى كتاب المفاخر، وثمة ترجمة أخرى عنوانها "الكواكب الزهراء" لأبى الفضل عبد القادر بن معيزل (المتوفى سنة 894 هـ) ذكر منها بعض الأجزاء هانيبرج Haneberg (فى Z.عز وجل.M.G مجلد 7، ص 14 وما بعدها). أما الكلام الوافى عن الطريقة الشاذلية فى كتاب "المفاخر العلية فى المآثر الشاذلية" لابن عياد فهو متأخر عن السيوطى (وقد طبع فى القاهرة 1314 هـ) والمؤلف يرجع إلى رسالتين تذكران لسيدى زرّوق (شهاب الدين أحمد الفاسى المتوفى سنة 896 هـ) وهما "الأصول"، و"العمدة" ويذكر هانيبرج (المصدر نفسه) الشاعر الشاذلى على بن وفاء (المتوفى سنة 807 هـ) وابن عمه محمد وفا مؤلف بعض الكتب فى التصوف وصاحب ديوان يشيع فى معظم قصائده روح الإنابة الخالصة للَّه. ويروى حاجى خليفة قصيدة عنوانها "جمال السلوك" لناصر الدين الذى تقدم ذكره.
ويذكر السيوطى فى كتابه "بغية الوعاة" ص 246, مؤلفًا شاذليًا هو