ويقول فى الحالين "السلام عليكم ورحمة اللَّه" (انظر الباجورى؛ حاشية على شرح ابن القاسم الغزّى على متن أبى شجاع، القاهرة 1321 هـ، جـ 1، ص 168، 170).

ولعل تفضيل القرآن الكريم لصيغة السلام واستعمالها فى الصلاة هو الذى كان السبب الأكبر فى أنها سرعان ما أصبحت دون سواها هى "تحية الإسلام" وقد نص القرآن الكريم كما أسلفنا البيان بأن يعقب التصلية السلام على النبى [أى عليه الصلاة والسلام]. وجاء فى الحديث أن النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] سعى إلى الأخذ بالسلام، ذلك أنه عندما أدخل عمير بن وهب على النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] حياه عمير بتحية الجاهلية "أنعموا صباحا" فقال النبى "قد أكرمنا اللَّه بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام: تحية أهل الجنة" (ابن هشام، طبعة فستنفلد، ص 472 فى أسفلها، وما بعدها؛ الطبرى؛ طبعة دى غوى، جـ 1، ص 1353، ص 10، وما بعدها) ويقال أيضا إن أولئك الذين كانوا حول النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] كانوا تواقين إلى الأخذ بهذه التحية. ويروى الواقدى أن عروة بن مسعود الذى رغب بعد إسلامه مباشرة فى أن يهدى أبناء عشيرته فى الطائف إلى الإسلام قد استرعى نظر ثقيف، الذين كانوا يحيون بتحية الجاهلية، إلى تحية أهل الجنة وهى "السلام" (ابن سعد: الطبقات، جـ 5، ص 369: عز وجلas Leben. des Mohammed: Sprenger, جـ 3، ص 482؛ Muh.studien: Goldziher، جـ 1، ص 264) ويقول ابن إسحق إن المغيرة ابن شعبة قد علّم وفد ثقيف الذى قدم على النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] كيف يحيونه، (ابن هشام، ص 916، س 5 وما بعده؛ الطبرى جـ 1، ص 1290، س 9 وما بعده Sprenger؛ كتابه المذكور، جـ 3، ص 485؛ Goldziher: كتابه المذكور). ويقال إن اليهود قد حرّفوا هذه التحية بالنسبة لمحمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] فقالوا "السام عليك" فرد عليهم النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] "وعليكم" (البخارى: كتاب الاستئذان، باب 22؛ كتاب الأدب، باب 38؛ لسان العرب، جـ 15، ص 206). ويروى ابن سعد (الطبقات، جـ 4، قسم 1، ص 163، س 15) أن أبا ذر كان أول من حيا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015