أما رأى كليزر القائل بأن بنى معين كانوا قد بدأوا فعلا فى الاضمحلال بعيد الحكم الهكسوسى (المصدر المذكور ص 451) حوالى نهاية القرن الأول قبل الميلاد (ص 22 و 69 و 93 و 95 و 232) أو أنهم غدوا فى الواقع قوما ذهبت ريحهم (صلى الله عليه وسلمrabien: Weber ص 31) فرأى مردود بفضل رواية أرتميدورس (استرابون، جـ 16، ص 776) والشواهد التى اقتطفها كتاب آخرون من أغاثرخيدس (الفصل 87 و 97 فى الوسط) عن نشاط بنى معين التجارى وثروتهم, ورواية بليناس عن استقلالهم بأمر أنفسهم عن سبأ ومنافستهم لها فى تجارة اللبان، بل بفضل تلك الحقيقة التى لها دلالتها والتى تعارض قول كليزر معارضة أقوى وأشد، وهى أن بطلميوس يقول عن بنى معين دون سائر شعوب جنوب بلاد العرب إنهم "شعب عظيم جدًا"، وكذلك فإن تابوت الجيزة المعينى الذى يدل على أن بنى معين كانوا ما يزالون يزودون بالطيب المعابد المصرية أيام بطلميوس، والنقش المعينى واليونانى على دلوس عز وجلelos الذى يرجع إلى القرن الثانى قبل الميلاد والذى يسجل إقامة مذبح لآلهة بنى معين، يناهضان مذهب كليزر كما يقول بريتوريوس بحق (W.Z.عز وجل.M جـ 63، ص 220)، كما أنهما باتفاقهما والأسانيد اليونانية والرومانية يدلان على أن بنى معين بلغتهم وثقافتهم قد ظلوا على قيد الحياة حتى القرن الثانى قبل الميلاد، وربما كان العمر قد تأخر بهم إلى ما بعد ذلك.
ثم إن خط النقوش القديمة ونحو لغته لا يؤيدان النظرية المعينية. وكان مولر عز وجل.H. Muller أول من أشار إلى أن ما كتب من نقوش بنى سبأ فى سطور متتابعة يبدأ الواحد منها من اليمين إلى اليسار والآخر من اليسار إلى اليمين وهكذا دواليك هو أقدمها من حيث تأريخ بنى سبأ، وهو يدل فى الوقت نفسه على أقدم أشكال الحروف. وقد عارض مورتمان (رضي الله عنهeitrage: Mordtmann, ص 107)، رأى هومل (صلى الله عليه وسلم.صلى الله عليه وسلم: Hommel ص 22 وما بعدها؛ Chrestomathie ص 2، 6) القائل بأن نقوش بنى معين أقدم من حيث النحو والكتابة القديمة من نقوش بنى سبأ، وذهب إلى أن نقوش